صحراء خضراء: نحو مستقبل مستدام
05 نوفمبر 2023
من المتوقع أن يشهد قطاع الزراعة في العالم نموًا كبيرًا خلال السنوات القادمة بفضل ارتفاع الطلب على المنتجات الزراعية، وزيادة عدد السكان، وتحسن مستوى الوعي بالأمن الغذائي.
ووفقًا لتوقعات الأمم المتحدة بشأن ارتفاع عدد سكان العالم من 8.1 مليار نسمة إلى 9.8 مليار نسمة بحلول عام 2052، إلى جانب تصريحات البنك الدولي حول مواجهة ما يقرب من 9.2% من سكان العالم الجوع في عام 2022، مقارنة بـنسبة بلغت 7.9% في عام 2019، باتت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات ملاءمة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وبفضل النهج الاستراتيجي والمبادرات المبتكرة، تُكثف دولة قطر جهودها الرامية لمعالجة هذه المشكلة العالمية، حيث تحتل قطر مكانة رائدة في مجال الزراعة المستدامة والإدارة البيئية. وبفضل استخدام التكنولوجيا الزراعية المتقدّمة والتعاون الوثيق مع الشركاء العالميين، أصبحت قطر مركزًا مزدهرًا للحلول الزراعية المتقدّمة ومكافحة التصحر. وقد حظيت جهود الدولة بالتقدير حيث احتلت المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2021.
نحو مستقبل مستدام
تُنفذ دولة قطر سياسات استراتيجية في قطاع الغذاء والزراعة في ضوء استراتيجية الدولة الوطنية للأمن الغذائي المحدثة التي تم الإعلان عنها هذا العام، والتي تُركز على الحلول المبتكرة والأنظمة المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تهدف استراتيجية إدارة الموارد الطبيعية في البلاد إلى تعزيز كفاءة استخدام الأراضي، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة لتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي. كما تُكثف قطر جهودها للتكيّف مع تغيّر المناخ، والحفاظ على الموارد المختلفة، والاستفادة من الطاقة المتجددة في القطاع الزراعي.
وتُساهم قطر بشكل فعّال في الجهود العالمية لتعزيز التنمية المستدامة والأمن الغذائي في البلدان الأقل نموًا، فضلاً عن رعاية مواطنيها، وتحديدًا، تستثمر شركة حصاد الغذائية، الذراع الاستثماري للدولة في القطاع الغذائي والزراعي، في أكثر من ١٨ دولة بهدف تنويع مصادر الغذاء في البلاد والمساهمة في التنمية الزراعية العالمية.
العوامل الرئيسية لتطوير قطاع الزراعة:
- التشغيل الآلي (الأتمتة): استخدام الروبوتات وأجهزة الاستشعار وأخذ عينات التربة لجمع البيانات.
- نظم المعلومات الجغرافية: تحليل البيانات المكانية المعقدة مثل هطول الأمطار والتضاريس وارتفاع التربة. وقد بلغ حجم سوق نظم المعلومات الجغرافية في قطاع الزراعة ما يزيد على 4 مليارات دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 10.54 مليارات دولار بحلول عام 2028.
- الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي وعلوم البيانات: معالجة وتوجيه البيانات المجمعة من خلال أجهزة إنترنت الأشياء وخوارزميات التعلّم الآلي باستخدام علم البيانات. وقد بلغ عدد أجهزة إنترنت الأشياء في المجال الزراعي 75 مليونًا في عام 2020.
- سلاسل البيانات (بلوك تشين): ضمان سلامة المحاصيل، ومنع السرقة والاحتيال، وإدارة سلاسل التوريد بكفاءة، وتحقيق التوازن في المنظومة الغذائية.
- الزراعة العمودية والزراعة المائية: زراعة المحاصيل في الطبقات الرأسية والنباتات، والري بمياه غنية بالمغذيات، مع استخدام كميات أقل من المياه والتربة والمساحة، مما يجعلها أكثر إنتاجية بمقدار 390 ضعف.
الابتكارات الرئيسية في قطاع الزراعة بدولة قطر
يشهد قطاع الزراعة في البلاد تحولاً كبيرًا بسبب التكنولوجيا، وقد مكَّن ذلك المنتجين المحليين من اتخاذ قرارات تستند إلى البيانات الزراعية، وتحسين تخصيص الموارد، والحد من التأثير البيئي.
وتعتبر الزراعة العمودية نهجًا جديدًا نسبيًا يوفر العديد من المزايا، وقد تبنت قطر هذه التقنية بحماس كبير، حيث أن الزراعة العمودية لها مزايا عديدة بشكل خاص في البلدان الصحراوية، مثل قطر، نظرًا لندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة. كما يمكن إنتاج المزيد من الطعام بموارد أقل في المناطق الصحراوية باستخدام هذا النهج، ويمكن للمزارعين التحكم في درجات الحرارة والرطوبة ومستويات الإضاءة، مما يوفر بيئة زراعية مثالية.
معرض إكسبو 2023 الدوحة يوفر منصة عالمية للاستدامة
تعتبر دولة قطر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف المعرض الدولي للبستنة (إكسبو 2023 الدوحة). يهدف هذا المعرض، الذي يُقام تحت شعار "صحراء خضراء، بيئة أفضل"، إلى إلهام المجتمع الدولي وإطلاعه على الحلول المبتكرة للتخفيف من حدة التصحر، كما يتيح فرصة للتعاون والمناقشة، ويعرض أحدث التطورات في مجال الزراعة المستدامة، والوعي البيئي والتكنولوجيا.
ويُقام هذا المعرض بالتعاون مع المكتب الدولي للمعارض والرابطة الدولية لمنتجي البساتين في حديقة البدع على مدار 179 يومًا، حيث يوفر منصة للتغيير ودعوة لتعزيز الوعي العالمي والمشاركة الفردية، وتشارك 80 دولة في إكسبو 2023 الدوحة، والذي من المتوقع أن يجذب ثلاثة ملايين زائر.
فرص الاستثمار في قطاع الزراعة بدولة قطر
يوفر التركيز الاستراتيجي لدولة قطر على تعزيز الأمن الغذائي المحلي والعالمي وفرة من الفرص التي يمكن أن تستفيد منها المشروعات المرتبطة بالزراعة، وترحب دولة قطر بالاستثمارات الأجنبية، وتقدّم مجموعة متنوعة من الموارد المتاحة لدعم الشركات العالمية للوصول إلى فرص عديدة في قطاع الزراعة.
وقد أطلقت وكالة ترويج الاستثمار في قطر مؤخرًا "بوابة استثمر قطر" لتمكين المستثمرين الأجانب من التواصل مع مجتمع الأعمال في قطر، واستكشاف فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الدولة. وتعمل وزارة البلدية، ووزارة البيئة والتغيّر المناخي، وهيئة المناطق الحرة - قطر معًا على توفير فرص استثمارية في مجال تكنولوجيا الزراعة، في حين أن تعاون وزارتي البلدية، والبيئة والتغيّر المناخي، مع الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في إطلاق صندوق بحوث مشتركة، يُسهم في تطوير حلول مبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
وتوفر قطر للمستثمرين الأجانب بيئة أعمال جاذبة وتنافسية، وبفضل الاقتصاد المستقر والمرن للدولة، والبنية التحتية الرقمية المتقدّمة، واللوائح الداعمة لتأسيس الشركات، والمنظومة المعرفية الحيوية، والوصول السلس إلى الأسواق، يمكن للشركات والأعمال أن تحقق طموحاتها في النمو والتوسع.
للمزيد من التفاصيل، تفضل بزيارة موقعنا www.invest.qa