إضاءات على رحلة المستثمرين: شنايدر إلكتريك
12 ديسمبر 2024
مقابلة مع لوي جاروش، المدير الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" في قطر والكويت
بدايةً نهنئكم على افتتاح مكتبكم الجديد في منطقة مشيرب، ونود التعرّف على الأسباب الرئيسية لقرار التوسع في قطر؟
نبعت فكرة توسيع تواجدنا في مشيرب قلب الدوحة ضمن إطار التزام »شنايدر إلكتريك« بدعم رؤية قطر الطموحة لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة. فهذه المساحة ليست مجرد مكتب جديد، بل هي مركز للابتكار والتطوير، حيث تُمكننا من التواصل المباشر مع شركائنا وعملائنا والمجتمع لتعزيز تجربتهم، ودعم عجلة النمو لتحقيق أهداف الدولة الطموحة للاستدامة. تتوافق أهدافنا تمامًا مع رؤية دولة قطر في مجالات خفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، مما يجعل مشيرب موقعًا مثاليًا لتطوير الأتمتة الرقمية، وتقديم حلول ذكية لإدارة الطاقة.
صُمم مكتبنا في مشيرب ليواكب تطلعاتنا المستقبلية، ويجسّد المعايير العالمية للمرونة والابتكار في شركة "شنايدر إلكتريك"، كما يُمثل نموذجًا لبيئات العمل التعاونية المرنة من خلال الدمج بين المعرفة المحلية والريادة التكنولوجية العالمية. يتيح لنا العمل في مشيرب قلب الدوحة، الحي المعروف بأنه الأكثر ذكاءً واستدامةً في قطر، تنفيذ حلول متقدّمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتحسين استخدام الطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية، وتطوير مساحات حضرية تعمل بالتقنيات الذكية. من جهة أخرى، تسهم مكاتبنا الجديدة، التي تضم مركزًا متطورًا للتدريب والخدمات، في تقديم برامج لصقل مهارات المواهب الكوادر المحلية، من خلال البرامج التدريبية المتخصصة في أنظمة الطاقة، والأتمتة، وحلول المدن الذكية، مما يدعم مبادرات الدولة في مجالات الاستدامة.
ما الذي يجعل مشيرب خيارًا جاذبًا لهذا التوسع؟
مشيرب قلب الدوحة تتميز بموقعها الاستراتيجي كمدينة ذكية رائدة تجمع بين الابتكار الرقمي، والاستدامة، ومرونة المجتمع، وهو ما يجعلها بيئة مثالية لتطبيق تقنياتنا الأتمتة الرقمية، وتكنولوجيا إدارة الطاقة. كما يوفر لنا التعاون مع شركة «مشيرب العقارية« منصة فريدة لعرض وتطوير حلول تسهم في تحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية، من خلال استخدام الطاقة الذكية، والصيانة الاستباقية للمرافق، والقرارات المستندة على التحليل الدقيق للبيانات.
علاوةً على ذلك، فإن بيئة مشيرب تدعم مجتمع الشركات المحلية والعالمية التي تركز على التنمية المستدامة. إن اختيارنا لمنطقة مشيرب، لا يعكس التزامنا بالإسهام في مستقبل قطر المستدام فحسب، بل يضع أيضًا معيارًا لكيفية تحويل المناطق الحضرية إلى مراكز مترابطة وصديقة للبيئة.
بالنظر إلى شراكتكم الأخيرة مع "أُريدُ"، كيف تُسهم "شنايدر إلكتريك" في دفع الابتكار والتحوّل الرقمي في قطر؟
نحن نتعاون مع شركة "أُريدُ" على نشر واستخدام أحدث التقنيات التي تُعزز الاتصال، والمرونة، والكفاءة في مختلف القطاعات، مثل الطاقة، والرعاية الصحية، والمرافق، والبنية التحتية. ومن خلال دمج حلولنا الرقمية في إدارة الطاقة مع البنية التحتية المتطورة للاتصالات لدى "أُريدُ"، نعمل على تنفيذ تقنيات الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، لتحديث البنية التحتية، ودعم تطوير المدن الذكية، وخفض الانبعاثات الكربونية. كما يُركز هذا التعاون على تعزيز المرونة الرقمية بشكل كبير في ظل التطور المتسارع للنظام الرقمي في قطر.
هذا التعاون يركز أيضًا على تحسين الكفاءة التشغيلية، وتطوير المواهب المحلية، وخلق فرص عمل جديدة، ليسهم بذلك في ثقافة الابتكار لتحقيق مستقبل رقمي ومستدام. ونحن على ثقة تامة بأن جهودنا المشتركة مع "أُريدُ" ستقوم بدور حيوي في تحقيق رؤية قطر كدولة رقمية ومستدامة.
من وجهة نظر «شنايدر إلكتريك«، كيف ترى الفرص المتاحة للتنمية والاستثمار في قطر؟
نعتقد أن قطر لديها فرصًا واعدة للاستثمار والنمو، لا سيما في ظل التقدّم الذي أحرزته في أجندة التحوّل الرقمي. ومع التركيز على رؤية قطر الوطنية 2030 وأجندتها الرقمية 2030، تسعى الدولة إلى توظيف التكنولوجيا المتقدّمة لتعزيز مرونة البنية التحتية، وتحسين الكفاءة التشغيلية في قطاعات حيوية، مثل الطاقة والاتصالات، والرعاية الصحية، والنقل.
وتوفر هذه المبادرات الوطنية أساسًا قويًا لتطبيق حلول رقمية تُحسن استخدام الطاقة، وتُعزز الاستدامة، وتدعم الأتمتة الذكية. كما يتيح هذا التوجه الاستراتيجي للدولة فرصًا للاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وحلول المدن الذكية التي تلبي احتياجات البيئات الحضرية سريعة التطور في قطر.
يمر المشهد الحضري في الدولة بمرحلة تحول جذري، حيث يتم دمج التكنولوجيا المبتكرة لتعزيز الاتصال، والكفاءة، وجودة الحياة لأفراد المجتمع والشركات على حدٍ سواء.
بماذا تنصح قادة الأعمال الذين يفكرون في دخول السوق القطري أو التوسع فيه؟
تتركز نصيحتي على ثلاثة جوانب أساسية: انسجام الأعمال مع رؤية قطر الوطنية، والاستثمار في التحوّل الرقمي، وبناء شراكات استراتيجية محلية.
أولاً: العمل ضمن إطار رؤية قطر الوطنية: من الضروري أن تكون استراتيجيات الأعمال متوافقة مع الأهداف طويلة المدى التي وضعتها الدولة. وكما ذكرت سابقًا، تُقدم رؤية قطر الوطنية 2030 وأجندتها الرقمية 2030 تقدمان خارطة طريق واضحة للشركات الراغبة في الإسهام في تحقيق التحوّل الرقمي في قطر. ويتيح التركيز على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوك تشين، وإنترنت الأشياء، للشركات فرصة دعم طموحات الدولة بشكل فعاّل. وهذا النهج يرسخ مكانة الشركة لدى الجهات المعنية والمستهلكين، ويعزز دورها في النهضة الشاملة التي تشهدها قطر.
ثانيًا: الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والأمن السيبراني: تشهد قطر تطورًا متسارعًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مدعومًا باستثمارات حكومية ضخمة في قطاعات مثل الخدمات السحابية، والاتصال عالي السرعة، وحلول أمن البيانات. سوف تتمتع الشركات التي تستثمر في تعزيز وجودها الرقمي، وتبني أحدث التقنيات، بوضع مثالي للاستفادة من الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت عالية السرعة في قطر، ومن الذي يتميز بشغفه بالتكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الاستثمارات في مرونة الأعمال، ودعم قدرتها التنافسية، وتحقيق النجاح على المدى الطويل.
ثالثًا: بناء الشراكات المحلية الاستراتيجية: لضمان النجاح في السوق القطري، يجب على الشركات التركيز على بناء علاقات قوية مع الشركاء المحليين، مع الأخذ في الاعتبار أن الشراكات مع الجهات الحكومية أو القطاع الخاص المحلي تُسهم في تعزيز فهم أعمق للسوق، وتساعد على تطوير حلول تلبي احتياجاته، مما يعزز فرص تحقيق النجاح بشكل كبير.
خلاصة القول، يُعدُ السوق القطري بيئة واعدة للشركات الطموحة التي تمتلك رؤية واضحة للابتكار الرقمي. ويكمن مفتاح النجاح في مواءمة الاستراتيجيات مع الأهداف الوطنية للدولة، والاستثمار الاستراتيجي في التكنولوجيا، وبناء شراكات محلية فعّالة. من خلال هذا النهج، يُمكن للشركات تحقيق تأثير إيجابي ومستدام في قطر.