إنشاء سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطر
09 فبراير 2023
إنشاء سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطر
اجتذبت الطباعة ثلاثية الأبعاد الأنظار عندما نجحت سدرة للطب، المستشفى الرائد المتخصص في طب النساء والأطفال، في إجراء أول جراحة لفصل توأم سيامي في قطر، حيث لعبت تلك التكنولوجيا الحديثة دورًا أساسيًا في إنشاء نموذج التخطيط الحيوي ما قبل الجراحة.
مع مضي أربعة عقود على تطوير أول آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بدأت هذه التكنولوجيا تدعم الإنتاج على نطاق واسع، وتُسهل عملية التصميم، وتُمهد الطريق للمنتجات حسب الطلب بتكلفة أقل. وتُخفض الطباعة ثلاثية الأبعاد تكلفة الإنتاج، مقارنة بالأساليب التقليدية المتّبعة، وتُقلص المساحات المخصصة للتخزين والمخلفات، مع إمكانية إعادة استخدام البودرة غير المستعملة في عمليات الطباعة اللاحقة.
من المتوقع أن يؤدي التصنيع بالإضافة، أو ما يُعرف عادة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، دورًا متناميًا في الصناعات المختلفة، من الطيران والإلكترونيات وصولاً إلى الخدمات اللوجستية وصناعة السيارات. ومن المنتظر أن تبلغ القيمة العالمية لهذه الصناعة نحو 30.4 مليار دولار بحلول عام 2028. ويعود ذلك إلى حيوية وتكامل عمليات الطباعة ثلاثية الأبعاد، من مرحلة إنشاء النماذج وصولاً إلى الإنتاج.
يُعد الشرق الأوسط في طليعة المناطق التي تتبني تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويُمكن للمستثمرين في دولة قطر الوصول إلى قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد المزدهر، الذي يحظى بالدعم القوي من الدولة والبرامج الوطنية، مما أكسب الدولة حصة سوقية تفوق 100 مليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
الصناعات التي توفر فرصًا مميزة للطباعة ثلاثية الأبعاد في قطر:
- الطيران: استخدمت الخطوط الجوية القطرية الطباعة ثلاثية الأبعاد على طائراتها عام 2019.
- الرعاية الصحية: ساعدت تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد الحديثة في سدرة للطب في إنشاء نموذج تخطيط ما قبل الجراحة لأول عملية جراحية أُجريت لفصل توأم سيامي في قطر.
- الإنشاءات: تهدف استراتيجية قطر الوطنية للصناعات التحويلية إلى تعزيز استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في الصناعات المتقدمة بالدولة.
- البنية التحتية: استخدمت جامعة قطر نماذج الطباعة ثلاثية الأبعاد لاستادات كرة القدم التي أنشأتها الدولة لكأس العالم فيفا قطر2022 وذلك بهدف اختبار آليات التبريد الابتكارية.
وتُشير دراسة قطاعية حديثة أجرتها وكالة ترويج الاستثمار في قطر، إلى وجود فرص مُجزية لاستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في العديد من الصناعات في قطر، من التعدين وتكنولوجيا الاتصالات وصولاً إلى الإلكترونيات ومواد البناء. وتُساهم مشاريع الإنشاء العملاقة في الدولة، التي بلغت قيمتها 26 مليار دولار هذا العام، في توفير تلك الفرص، وهو رقم ستُعززه هذه التكنولوجيا بشكل مطّرد.
بالرغم من صغر حجمها، تُعد قطر وجهة تنافسية للاستثمار الأجنبي المباشر، لا سيما في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد. وتتيح الدولة إمكانية الملكية الأجنبية لغاية 100% في كافة القطاعات، بما يُعتبر الأفضل على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، كما تفخر بوجود تشريعات فعالة لحماية الملكية الفكرية والتصاميم الصناعية من شأنها التغلب على التحديات التنظيمية للعمل عبر الحدود.
وجدير بالذكر أن الدولة تطرح العديد من برامج التسريع التي تدعم رواد الأعمال والمستثمرين الطموحين، على غرار صندوق تطوير التكنولوجيا الذي يسدّ الفجوة التمويلية خلال المراحل الأولى لابتكار التقنيات الواعدة، بينما تدعم حاضنة الأعمال الرقمية القدرات الابتكارية في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، لا سيما الشباب الذي يواجه صعوبات في المراحل المختلفة من إنشاء شركة تكنولوجية.
في إطار تحقيق النمو الاقتصادي من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية، احتضنت دولة قطر تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي من شأنها توفير الوقت، والمساحات، والسماح بإعادة تخيّل نموذج أعمال الشركات، مما يضفي الميزة التنافسية إضافةً إلى الميزات الأخرى.